كيف تقيّم جودة مماتك؟

– عزيزي الميت، معك ابتسام من شركة “حصى”، ممكن آخذ من وقتك ثواني؟ أعلم أن لديك “الأبدية” فلا يمكنك التحجج بأنك مشغول بعملك، أو أنك في الطريق إلى مكان ما. رزقك انقطع، ولحدك لا يتسع للحركة، فمن المؤكد أنك تمتلك أكثر من ثواني. كل ما تبقى أن ترد على أسئلة هذا الاستبيان، فرئيسي في العملمتابعة قراءة “كيف تقيّم جودة مماتك؟”

خَرَف جماعي

خرف! خرف جماعي، بخلسة تسلل إلى وعينا. تطايرت أرقام هواتف أحبتنا من ذاكرتنا، وتلاشت مشاهد حياتنا من عقولنا. أوكلنا تلك المهام لرقائق الجوالات، ونقشنا حياتنا على شرائح الذاكرة في مستودعات الصور الرقمية. انكمشت مِخاخنا مثل كنزة صوف لم تجف جيدا، لتصبح محض محفظة لا تتسع سوى لكلمات المرور. ننظر في العيون بتشتّت فلا نقرأ شيئا.متابعة قراءة “خَرَف جماعي”

الساعة التي أدركت بها أنني طائر نورس

 عندما استفقت من نومي متثاوبا، أتمطّى بذراعاي لمداهما الأقصى حتى انفردا جناحين ونبت لهما ريش، وتساقط بعضه على ما أذكر. لكن تلك الساعة لم تحصل إلا في مخيلتي. أو قد يكون لما قررت الصعود إلى أعلى منصة قفز في المغطس الأولومبي. بعد تردد شديد، قفزت من ارتفاع عشرة أمتار. تعجبت أنني لم أصل إلى الماءمتابعة قراءة “الساعة التي أدركت بها أنني طائر نورس”

لنتائج أفضل، يوصى بقراءة النص أدناه على صوت هذه الأغنية: دعك من المعطف، وتخيل أن وجهه قد حمسته الشمس قليلا. تخيل أن لذقنه شعيرات غير مشذبة، وربما في وجنته ندبة سطحية من ذراع شراعٍ احتك به ذات هبة ريح مباغته. وانظر إلى ساعده فحاول رؤية وشم لاسم رفيقته على مرساة، ورؤية كفٍ نقشت حبال الساريةمتابعة قراءة

جِـتْ لاق مؤبد

مُذ أوكل ميعاد نومي لي، وأنا والنوم طرائد تلهث في سباق تتابع لا ينتهي. أطارد النوم طوال الليل وأحلم أنني افترسته. وأستيقظ لأجده يطاردني طوال النهار ويوشك أن يفترسني. لمّا تثقل رؤوس الناس في مدينتي ويستبد بها سلطان النوم، أكون أنا المتمرد الوحيد، نابها متيقظا كثائر بلا قضية يرتاب من أن تقبض عليه العيون. وحينمتابعة قراءة “جِـتْ لاق مؤبد”

آلة الأحلام

صافحتها وأنا أقول: ابتسمت: المدينة، هي ذات المدينة، لكن رؤيتي للأشياء بدأت تختلف بعد ذاك الحوار وسماعي عن “آلة الأحلام”.أدنبرة، هي ذاتها أدنبرة وقت مهرجان Fringe Festival، مليئة بالعروض المسرحية في الشوارع، واستعراضات السيرك في الباحات، والعازفين في الجادّات. إلا أن سيري في شوارعها و أزقتها صار مختلفا. مهرج البلاط الذي رأيته بالأمس، ما عادمتابعة قراءة “آلة الأحلام”

دون كيخوته: مفارقة التاريخ المعايش والتاريخ المدون

تدور القراءات الشائعة لرائعة ثربانتس “دون كيخوته” على ثيمة متكررة: مأزق الرجل الذي تجاوزه الزمن ولم يدرك، أو هوس الافتتان بعوالم المخيال (الكتب) عن عوالم الحقيقة*. فارس في زمن انتفى فيه دور الفرسان، وموهوم في عالم لا يطاوع مخيلته. وهي بذلك تعكس نفسا نوستالجيًّا، أو شفقة مضحكة على مجنون. ما لاحظته في الرواية يوحي بأمرمتابعة قراءة “دون كيخوته: مفارقة التاريخ المعايش والتاريخ المدون”

البحر ترياقًا لحبسة الكاتب

على جرف هائل وسحيق، سحيق كفاية لأرى نورسا يطير تحتي، يقذف بحر الظلمات أمواجه الهائلة، ويعود بالماء ساحبا معه الرمل والحجر وصخور الجرف، وكلماتي!  أشاهد الماء الذي لا ينتهي يبتلع الشمس، وينطفئ مصباح الدنيا لتغرق الأرض في الظلمات.هناك بعيدا، يوجد متمرد يركب موجة ضخمة، ستكبو به كبوة خيّال من فرس لا يمكن عسفها، فيتجرع بعضامتابعة قراءة “البحر ترياقًا لحبسة الكاتب”

النادل

بعد أربع حفلات عيد ميلاد، ثلاث حفلات تخرج، حفلة توديع عزوبية، وحفلة ترقية، لا يبقى في إذن جوزيف إلا الطنين و هو ينتظر الميكروباص بعد منتصف الليل لأخذه وبقية العمّال للاستراحة التي ينامون بها. هكذا هي ليالي نهاية الأسبوع في المطعم الفاخر، تمتليء بشابات و شبان يحتفلون بأفراحهم ونجاحاتهم الشخصية. في انتظار الميكروباص، الذي يبدومتابعة قراءة “النادل”

……

إن إضافة عنوان لهذه التدوينة ما هو إلا خداع للقارئ، و إيهام أن هذه التراجيديا من الصراع البشري، لها عنوان تبدأ منه، أو عنوان تنتهي له. بذاكرتنا الإنسانية الجمعية تبدو سرمدية، بدأت منذ أن أذن الله لها الوجود، فقذف قابيل هابيل بحجر. وستنتهي حين يأذن الله لها أن تنتهي، بنفخ الصور.و هكذا كان اختيار أولمتابعة قراءة “……”

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ